وصف المدون

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية أعراض السكري المبكرة والمنذرة - علامات تحذيرية لا تتجاهلها

أعراض السكري المبكرة والمنذرة - علامات تحذيرية لا تتجاهلها

يعد مرض السكري أحد التحديات الصحية العالمية المتزايدة حيث ارتفع عدد المصابين به بشكل كبير حول العالم وتزداد معدلات انتشاره بسرعة خاصة في الدول النامية. تشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص يعيشون مع هذا المرض ويُعتبر تحدياً صحياً كبيراً في العديد من المناطق بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.

أعراض السكري المبكرة والمنذرة - علامات تحذيرية لا تتجاهلها
أعراض السكري المبكرة والمنذرة - علامات تحذيرية لا تتجاهلها

السكري هو مرض مزمن وإذا لم يُكتشف ويُعالج في وقت مبكر فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تؤثر على القلب والأوعية الدموية والكلى والأعصاب والعيون. المشكلة تكمن في أن الكثير من الأشخاص - خاصة المصابين بالنوع الثاني من السكري أو بمرحلة ما قبل السكري - قد لا يدركون إصابتهم لسنوات.

ذلك لأن الأعراض الأولية قد تكون خفيفة جداً أو تتطور ببطء شديد بحيث يصعب ملاحظتها، أو حتى قد لا تظهر أعراض على الإطلاق في المراحل المبكرة. هذه الطبيعة "الصامتة" للمرض تجعل الوعي بالعلامات المبكرة وحتى الطفيفة منها أمراً بالغ الأهمية للتدخل في الوقت المناسب.

يهدف هذا المقال إلى تزويدك بمعلومات شاملة وموثوقة حول أعراض السكري المبكرة والمنذرة. سنستعرض العلامات الشائعة والنادرة ونوضح الاختلافات بين أنواع السكري والفئات المختلفة ونناقش عوامل الخطر وأهمية التشخيص المبكر، ونقدم إرشادات حول متى يجب عليك استشارة الطبيب. هدفنا هو تمكينك من التعرف على هذه الإشارات التحذيرية واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية صحتك وصحة أحبائك.

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري هو حالة طبية مزمنة تحدث عندما ترتفع مستويات السكر (المعروف أيضاً بالغلوكوز) في الدم عن المعدل الطبيعي. هذا الارتفاع في سكر الدم - أو ما يسمى طبياً "فرط سكر الدم" (Hyperglycemia) - هو السمة المشتركة لجميع أنواع السكري غير المتحكم بها. مع مرور الوقت يمكن لهذا الارتفاع المستمر أن يسبب أضراراً جسيمة لمختلف أجهزة الجسم وبشكل خاص الأعصاب والأوعية الدموية.

هناك عدة أنواع رئيسية لمرض السكري، أهمها:

  1. السكري من النوع الأول: يحدث عادةً بسبب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين.
  2. السكري من النوع الثاني: وهو النوع الأكثر شيوعاً ويحدث عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة لتأثير الأنسولين.
  3. سكري الحمل: وهو نوع مؤقت من السكري يظهر خلال فترة الحمل لدى بعض النساء.

بالإضافة إلى هذه الأنواع توجد حالة مهمة تسمى "مقدمات السكري" أو "ما قبل السكري" (Prediabetes). في هذه المرحلة تكون مستويات السكر في الدم أعلى من الطبيعي ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص الإصابة بالسكري من النوع الثاني. تعتبر هذه المرحلة بمثابة تحذير وفرصة لاتخاذ إجراءات وقائية لتجنب أو تأخير تطور المرض.

لماذا تظهر أعراض السكري؟ فهم دور الأنسولين والغلوكوز

لفهم سبب ظهور أعراض السكري من المهم أن نعرف كيف يستخدم جسمنا الطاقة. الغلوكوز - وهو نوع من السكر نحصل عليه من الطعام - هو المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الجسم. لكن لكي تتمكن الخلايا من استخدام هذا الغلوكوز فإنها تحتاج إلى مساعدة من هرمون يسمى الأنسولين.

يُنتج الأنسولين في البنكرياس ويعمل كمفتاح يفتح أبواب الخلايا للسماح بدخول الغلوكوز إليها لاستخدامه كوقود. في حالة مرض السكري تحدث مشكلة في هذه العملية:

  • في السكري من النوع الأول يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين أو ينتج كمية قليلة جداً منه.
  • في السكري من النوع الثاني: قد لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين، أو الأهم من ذلك أن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين بشكل صحيح. تُعرف هذه الحالة بـ "مقاومة الأنسولين" (Insulin Resistance)، وتعني أن الخلايا تقاوم تأثير الأنسولين مما يجعل من الصعب على الغلوكوز الدخول إليها.

عندما لا يتمكن الغلوكوز من دخول الخلايا بسبب نقص الأنسولين أو مقاومته فإنه يتراكم في مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. يحاول الجسم التخلص من هذا السكر الزائد عن طريق الكلى حيث يتم طرحه في البول. هذه العملية تسحب معها كميات كبيرة من الماء من أنسجة الجسم مما يؤدي إلى زيادة كمية البول والحاجة المتكررة للتبول، وهذا بدوره يسبب الجفاف والشعور الشديد بالعطش – وهما من أولى وأبرز أعراض السكري. هذا يوضح كيف أن الأعراض التي نلاحظها هي في الواقع محاولات من الجسم للتعامل مع الخلل الحاصل في تنظيم السكر.

الأعراض المبكرة والمنذرة الشائعة لمرض السكري

من المهم أن تتذكر أن أعراض السكري - خاصة النوع الثاني - قد تكون خفيفة في البداية وقد لا تلاحظها لبعض الوقت. بعض الأشخاص قد لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق لسنوات. ومع ذلك فإن الانتباه للعلامات التحذيرية الشائعة يمكن أن يساعد في الكشف المبكر.

إذا لاحظت أياً من العلامات التالية - خاصة إذا ظهرت معاً أو استمرت لفترة - فقد تكون مؤشراً مبكراً على احتمالية الإصابة بالسكري. من الضروري الانتباه لهذه الأعراض وعدم تجاهلها:

  • الشعور بالعطش الشديد أكثر من المعتاد (Polydipsia).
  • الحاجة للتبول بشكل متكرر، حتى ليلاً (Polyuria).
  • الشعور بالجوع الشديد حتى بعد تناول الطعام (Polyphagia).
  • الإحساس بالتعب والإرهاق المستمر بدون سبب واضح.
  • تشوش أو ضبابية في الرؤية.
  • فقدان الوزن بشكل غير مبرر وغير مقصود.

تذكر أن ظهور عرض واحد قد لا يعني بالضرورة إصابتك بالسكري ولكن تكرار هذه الأعراض أو تزامنها يستدعي استشارة الطبيب للتحقق والاطمئنان. هذه الأعراض الكلاسيكية (العطش وكثرة التبول والجوع الشديد)، بالإضافة إلى التعب وفقدان الوزن تمثل جميعها صراع الجسم مع عدم توازن الطاقة وفقدان السوائل الناتج عن ارتفاع السكر في الدم.

فالعطش وكثرة التبول هما نتيجة مباشرة لمحاولة الكلى التخلص من السكر الزائد، بينما الجوع وفقدان الوزن يحدثان لأن الخلايا لا تحصل على الطاقة الكافية من الغلوكوز، مما يجبر الجسم على استهلاك الدهون والعضلات. أما التعب فهو نتيجة لهذا النقص في الطاقة والجفاف. فهم هذا الارتباط يساعد على إدراك أن هذه ليست مجرد إزعاجات عابرة بل إشارات لاختلال أيضي مهم يتطلب التقييم الطبي.

أعراض أخرى قد تشير إلى بداية السكري

بالإضافة إلى الأعراض الشائعة المذكورة أعلاه هناك علامات أخرى قد تكون أقل شيوعاً أو تظهر في مراحل لاحقة قليلاً ولكنها لا تقل أهمية في الإشارة إلى احتمالية وجود مشكلة في تنظيم سكر الدم.

بالإضافة إلى الأعراض الشائعة فقد تلاحظ بعض العلامات الأخرى التي يمكن أن تكون مرتبطة ببداية مرض السكري أو ارتفاع مستويات السكر في الدم. تشمل هذه العلامات:

  • بطء التئام الجروح أو القروح (خاصة في القدمين).
  • الإصابة المتكررة بالالتهابات (جلدية، لثة، بولية، مهبلية).
  • الشعور بالوخز أو التنميل أو الألم في اليدين أو القدمين.
  • جفاف الفم أو حكة في الجلد.
  • ظهور بقع داكنة على الجلد (خاصة في الرقبة والإبطين - الشواك الأسود).
  • الشعور بالتهيج أو تقلبات المزاج.
  • الصداع المتكرر.
  • وجود رائحة فاكهة في النفس (علامة على الحماض الكيتوني).
  • ظهور زوائد جلدية صغيرة (Skin tags).
  • احمرار أو تورم أو نزيف في اللثة.

هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن أسباب أخرى، ولكن ظهورها مع الأعراض الشائعة للسكري يزيد من أهمية استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق. إن وجود أعراض تؤثر على الأعصاب (الوخز والتنميل) والأوعية الدموية (بطء الشفاء) والجهاز المناعي (الالتهابات المتكررة) حتى في المراحل المبكرة يؤكد أن السكري ليس مجرد مشكلة تتعلق بسكر الدم، بل هو مرض جهازي يؤثر على أنظمة الجسم المتعددة منذ البداية المحتملة.

هذه العلامات "الأخرى" غالباً ما تكون نتائج مباشرة أو غير مباشرة للتأثيرات الضارة لارتفاع السكر المستمر و/أو مقاومة الأنسولين على الأنسجة المختلفة. لذلك فإن التعرف على هذه الإشارات الأقل "كلاسيكية" أمر حيوي خاصة لدى الأشخاص المعرضين للخطر لأنها تكون المؤشرات الوحيدة الملحوظة في بعض حالات النوع الثاني أو مقدمات السكري مما يعزز الحاجة للكشف المبكر.

هل تختلف الأعراض بين أنواع السكري؟

بشكل عام يمكن أن تظهر الأعراض الأساسية - مثل العطش الشديد كثرة التبول والجوع المفرط والتعب - في كلا النوعين الرئيسيين من السكري (النوع الأول والثاني). ولكن توجد اختلافات مهمة في سرعة ظهور الأعراض وشدتها، بالإضافة إلى بعض العلامات المميزة لكل نوع.

أعراض السكري من النوع الأول

يتميز السكري من النوع الأول بظهور الأعراض بشكل مفاجئ وسريع عادةً وقد تتطور خلال أيام أو أسابيع قليلة وتكون غالباً شديدة وواضحة، خاصة عند الأطفال والمراهقين والشباب.

تشمل الأعراض الشائعة للنوع الأول العطش الشديد وكثرة التبول والجوع المستمر والتعب الشديد وتشوش الرؤية. بالإضافة إلى أن هناك علامات مميزة لهذا النوع:

  • فقدان الوزن غير المبرر: يكون غالباً ملحوظاً وسريعاً، حتى مع زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام.
  • وجود الكيتونات في البول: الكيتونات هي مواد تنتج عندما يبدأ الجسم في حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الغلوكوز بسبب النقص الحاد في الأنسولين. يمكن أن تشير رائحة النفس الشبيهة بالفاكهة أو الأسيتون إلى وجود الكيتونات وهي علامة على حالة خطيرة تسمى الحماض الكيتوني السكري (DKA).
  • التبول اللاإرادي الليلي: قد يبدأ الأطفال الذين كانوا يتحكمون في التبول ليلاً بالتبول في الفراش مرة أخرى.

أعراض السكري من النوع الثاني

على عكس النوع الأول تتطور أعراض السكري من النوع الثاني عادةً ببطء وتدريجياً على مدى سنوات عديدة. تكون الأعراض في كثير من الأحيان أقل حدة ووضوحاً وقد تكون خفيفة جداً لدرجة أن الشخص لا يلاحظها أو ينسبها لأسباب أخرى مثل التقدم في العمر أو الإرهاق العام.

قد يعاني المصابون بالنوع الثاني من بعض الأعراض الشائعة مثل زيادة العطش والتبول والتعب وتشوش الرؤية، ولكن بشكل أخف من النوع الأول. الأعراض التي قد تكون أكثر بروزاً أو شيوعاً في النوع الثاني تشمل:

  • بطء التئام الجروح والقروح خاصة في القدمين.
  • الالتهابات المتكررة مثل التهابات الجلد واللثة والمسالك البولية أو المهبلية.
  • الوخز أو التنميل أو الألم في اليدين أو القدمين، وهي علامات مبكرة لاعتلال الأعصاب السكري.
  • ظهور بقع داكنة على الجلد (الشواك الأسود)، خاصة في ثنايا الجلد مثل الرقبة والإبطين وهي علامة مرتبطة بمقاومة الأنسولين.

أعراض سكري الحمل

في معظم الحالات لا يسبب سكري الحمل أي أعراض ملحوظة. يتم اكتشافه عادةً من خلال اختبارات فحص السكر الروتينية التي تُجرى لجميع النساء الحوامل بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل. في حالات نادرة قد تلاحظ المرأة الحامل زيادة طفيفة في العطش أو الحاجة للتبول، ولكن غالباً ما تُعتبر هذه جزءاً طبيعياً من أعراض الحمل.

هذا الاختلاف في طبيعة ظهور الأعراض وشدتها بين النوع الأول (الحاد والمفاجئ) والنوع الثاني (التدريجي والخفي) يعكس بشكل مباشر الاختلاف في آلية حدوث كل منهما. التدمير المناعي السريع لخلايا بيتا في النوع الأول يؤدي إلى نقص مطلق في الأنسولين وعواقب أيضية وخيمة وسريعة.

أما التطور التدريجي لمقاومة الأنسولين والنقص النسبي في إفرازه في النوع الثاني فيسمح للجسم بالتعويض جزئياً لفترة أطول مما يؤخر ظهور الأعراض الواضحة. هذا التباين يفرض استراتيجيات تشخيص مختلفة: النوع الأول غالباً ما يُشخص كحالة مرضية حادة بينما يتطلب النوع الثاني فحصاً استباقياً يعتمد على عوامل الخطر بسبب عدم موثوقية الأعراض للكشف المبكر.

مقارنة سريعة بين أعراض السكري النوع الأول والثاني
الميزة النوع الأول النوع الثاني
سرعة ظهور الأعراض مفاجئ / سريع (أيام أو أسابيع) تدريجي / بطيء (شهور أو سنوات)
شدة الأعراض الأولية شديدة / واضحة خفيفة / غائبة / غير ملحوظة
فقدان الوزن شائع / واضح (رغم زيادة الأكل) أقل شيوعاً / أحياناً زيادة في الوزن
وجود الكيتونات محتمل (خطر الحماض الكيتوني) نادر (إلا في حالات الإجهاد الشديد)
العمر الشائع للتشخيص أطفال / مراهقون / شباب بالغون بالغون (غالباً فوق 35-45) / كبار السن (يزداد شيوعاً)
السبب الرئيسي مناعي ذاتي / نقص مطلق في الأنسولين مقاومة الأنسولين / نقص نسبي في الأنسولين

أعراض السكري المبكرة لدى فئات معينة

بينما الأعراض العامة للسكري متشابهة بين الجنسين ومختلف الفئات العمرية قد تكون هناك بعض العلامات الأكثر شيوعاً أو ذات طبيعة خاصة لدى النساء والرجال والأطفال.

أعراض السكري عند النساء

بالإضافة للأعراض العامة قد تلاحظ النساء المصابات بالسكري بعض العلامات الإضافية خاصة المتعلقة بالالتهابات التناسلية والبوليّة حيث أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يوفر بيئة مناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا. تشمل هذه العلامات:

  • التهابات المهبل الفطرية المتكررة (داء المبيضات).
  • حكة شديدة في المنطقة التناسلية.
  • إفرازات مهبلية بيضاء وسميكة (تشبه الجبن).
  • ألم أثناء العلاقة الزوجية.
  • التهابات المسالك البولية المتكررة.

تكرار هذه الالتهابات يستدعي التحقق من مستوى السكر في الدم كأحد الأسباب المحتملة خاصة إذا ترافقت مع أعراض السكري الأخرى.

أعراض السكري عند الرجال

قد يعاني الرجال المصابون بالسكري من بعض الأعراض المرتبطة بالصحة الجنسية والجهاز البولي التناسلي والتي تنتج غالباً عن تأثير السكري على الأعصاب والأوعية الدموية الدقيقة. تشمل هذه الأعراض:

  • ضعف الانتصاب (صعوبة تحقيق أو الحفاظ على الانتصاب).
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • التهابات فطرية في المنطقة التناسلية (القلاع التناسلي).
  • ألم أو حكة أو احمرار في العضو الذكري.

هذه المشاكل قد تكون لها أسباب أخرى ولكن ارتباطها بالسكري شائع بسبب تأثيره طويل الأمد على الأعصاب والأوعية الدموية الضرورية للوظيفة الجنسية الطبيعية. لذلك يجب أخذها بعين الاعتبار كعلامة محتملة، خاصة عند وجود عوامل خطر أخرى للسكري.

أعراض السكري عند الأطفال

قد تكون الأعراض واضحة وتظهر بسرعة كبيرة عند الأطفال وخاصة في حالة السكري من النوع الأول الذي يشخص بشكل شائع في هذه الفئة العمرية وهذا ما يتطلب انتباهاً فورياً من الأهل.

انتبه لهذه العلامات:

  • زيادة مفاجئة في العطش والتبول.
  • التبول في الفراش ليلاً (بعد أن كان الطفل متحكماً).
  • زيادة الجوع مع فقدان الوزن.
  • تعب شديد ونقص في الطاقة والنشاط.
  • تغيرات في المزاج وسرعة الانفعال.
  • رائحة نفس تشبه الفاكهة (علامة خطورة قد تشير للحماض الكيتوني).

ظهور هذه الأعراض لدى الطفل يتطلب مراجعة طبية عاجلة حيث يمكن أن يتطور الوضع بسرعة نحو حالة الحماض الكيتوني السكري وهي حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً في المستشفى.

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

إن التعرف على أعراض السكري المبكرة هو الخطوة الأولى ولكن الأهم هو عدم تجاهلها واتخاذ الإجراء المناسب. يجب عليك استشارة الطبيب فوراً إذا اشتبهت في إصابتك أو إصابة طفلك بالسكري بناءً على ملاحظة أي من الأعراض المذكورة في هذا المقال، خاصة إذا ظهرت عدة أعراض معاً أو استمرت لفترة من الوقت.

التشخيص المبكر هو المفتاح! كلما تم اكتشاف السكري مبكراً كلما أمكن البدء بالعلاج بشكل أسرع، وهذا هو السبيل الأفضل لتجنب المضاعفات الخطيرة للمرض أو على الأقل تأخير ظهورها بشكل كبير. إن زيارة الطبيب ليست فقط لتأكيد التشخيص بل هي الخطوة الأولى نحو إدارة الحالة بفعالية والحفاظ على صحتك على المدى الطويل.

حتى لو لم تكن لديك أعراض واضحة فقد ينصحك طبيبك بإجراء فحوصات دورية للكشف عن السكري خاصة إذا كنت تنتمي إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر (مثل وجود تاريخ عائلي للمرض، أو زيادة في الوزن، أو التقدم في العمر). لا تتردد في مناقشة هذا الأمر مع طبيبك.

أما إذا تم تشخيصك بالفعل بمرض السكري فإن الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة أمر ضروري وحيوي. هذه المتابعة تساعد على مراقبة مستويات السكر في دمك وتقييم فعالية العلاج وتعديله حسب الحاجة والكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالسكري؟

عوامل الخطر هي الظروف أو العادات التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص بمرض معين. معرفة عوامل الخطر لمرض السكري تساعد في تحديد الأشخاص الذين يجب أن يكونوا أكثر حذراً ويقظة تجاه الأعراض المحتملة والذين قد يستفيدون من إجراء فحوصات الكشف المبكر بانتظام.

تزيد بعض العوامل من احتمالية إصابتك بمرض السكري خاصة النوع الثاني ومقدماته وسكري الحمل. تشمل أهم هذه العوامل:

  • زيادة الوزن أو السمنة (خاصة تراكم الدهون في منطقة البطن).
  • قلة النشاط البدني ونمط الحياة الخامل.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري (أب، أم، أخ، أخت).
  • العمر (يزداد الخطر بشكل ملحوظ فوق سن 35 أو 45 عاماً).
  • العرق أو الإثنية (بعض المجموعات العرقية أكثر عرضة للإصابة).
  • الإصابة السابقة بسكري الحمل.
  • ولادة طفل يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) لدى النساء.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية في الدم.
  • وجود تاريخ شخصي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تشخيص سابق بمرحلة مقدمات السكري.

إذا كان لديك عامل أو أكثر من عوامل الخطر هذه فمن المهم بشكل خاص الانتباه لأي أعراض مبكرة للسكري ومناقشة الفحص الدوري مع طبيبك. من الجدير بالذكر أن العديد من عوامل الخطر للنوع الثاني من السكري - مثل السمنة وقلة النشاط والنظام الغذائي غير الصحي وارتفاع ضغط الدم والدهون - هي عوامل مترابطة وغالباً ما تكون جزءاً مما يعرف بـ "المتلازمة الأيضية". هذا الترابط يعني أن تغييرات نمط الحياة الإيجابية مثل زيادة النشاط البدني وتحسين النظام الغذائي وفقدان الوزن الزائد يمكن أن يكون لها تأثير كبير ليس فقط في إدارة السكري ولكن أيضاً في الوقاية منه لدى الأشخاص المعرضين للخطر.

مضاعفات إهمال أعراض السكري

إن تجاهل أعراض السكري المبكرة أو تأخير الحصول على التشخيص والعلاج المناسب يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحتك. ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مستمر وغير متحكم به يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف تدريجي وبطيء في العديد من أعضاء وأنسجة الجسم، وبشكل خاص الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة وكذلك الأعصاب.

إهمال أعراض السكري وعدم التحكم في مستويات السكر بالدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة الحياة وقد تكون مهددة للحياة. تشمل هذه المضاعفات:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية (مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين).
  • تلف الأعصاب (اعتلال الأعصاب السكري)، مما يسبب ألماً أو خدراً أو ضعفاً، خاصة في القدمين واليدين.
  • تلف الكلى (اعتلال الكلية السكري)، والذي قد يتطور إلى الفشل الكلوي والحاجة لغسيل الكلى أو زراعتها.
  • تلف العين (اعتلال الشبكية السكري)، وهو سبب رئيسي للعمى لدى البالغين.
  • مشاكل القدمين (بسبب تلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية)، مما يؤدي لتقرحات والتهابات قد تنتهي بالبتر.
  • مشاكل الجلد والفم (زيادة التعرض للالتهابات البكتيرية والفطرية، أمراض اللثة).
  • ضعف السمع.
  • زيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
  • مشاكل الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
  • حالات طارئة حادة مثل الحماض الكيتوني السكري (DKA)، خاصة في النوع الأول.
  • متلازمة فرط الأسمولية وارتفاع السكر في الدم (HHS)، خاصة في النوع الثاني.

الاكتشاف المبكر والتحكم الجيد في مرض السكري هما أفضل طريقة للوقاية من هذه المضاعفات أو تأخير ظهورها والحفاظ على نوعية حياة جيدة. إن حجم وشدة هذه المضاعفات المحتملة - والتي تؤثر تقريباً على كل عضو رئيسي في الجسم - يبرز الخطر الجهازي الذي يمثله السكري غير المنضبط، ويؤكد على أهمية عدم الاستهانة بالأعراض الأولية والسعي للتشخيص والإدارة الفعالة.

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟

إذا اشتبه طبيبك في إصابتك بالسكري بناءً على الأعراض التي تصفها أو عوامل الخطر لديك فسيقوم بإجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. يعتمد تشخيص مرض السكري بشكل أساسي على قياس مستوى الغلوكوز (السكر) في الدم.

من المهم جداً التأكيد على أنه لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها لتشخيص مرض السكري، حتى لو كانت لديك أعراض واضحة. فإجراء التحاليل المخبرية ضروري لتأكيد التشخيص وتحديد نوع السكري ومستوى التحكم فيه.

يعتمد تشخيص مرض السكري ومقدماته على قياس مستوى السكر في الدم. حيث سيختار طبيبك الاختبار الأنسب لك وقد يحتاج لتكرار الاختبار للتأكيد.

تشمل الاختبارات الرئيسية:

  1. اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (A1C): يقيس متوسط مستوى السكر في دمك خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
  2. اختبار سكر الدم الصائم (FPG): يقيس مستوى السكر في دمك بعد صيام لمدة 8 ساعات على الأقل.
  3. اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (OGTT): يقيس مستوى السكر في دمك قبل وبعد شرب محلول سكري خاص.
  4. اختبار سكر الدم العشوائي (RPG): يقيس مستوى السكر في دمك في أي وقت من اليوم بغض النظر عن موعد آخر وجبة (يستخدم غالباً عند وجود أعراض واضحة).

سيقوم طبيبك بتفسير نتائج هذه الاختبارات وتحديد ما إذا كنت مصاباً بالسكري أو مقدمات السكري أو أن مستويات السكر لديك طبيعية. توفر هذه الاختبارات المختلفة مرونة في التشخيص حسب الحالة السريرية حيث يعكس كل اختبار جانباً مختلفاً من عملية تنظيم الغلوكوز في الجسم.

قيم تشخيص السكري ومقدماته (وفقاً للمعايير الشائعة)
الاختبار المعدل الطبيعي مقدمات السكري (Prediabetes) السكري (Diabetes)
اختبار A1C (%) أقل من 5.7% 5.7% - 6.4% 6.5% أو أعلى
اختبار سكر الدم الصائم (FPG) (ملغ/ديسيلتر) أقل من 100 ملغ/ديسيلتر (5.6 ممول/لتر) 100 - 125 ملغ/ديسيلتر (5.6 - 6.9 ممول/لتر) 126 ملغ/ديسيلتر (7.0 ممول/لتر) أو أعلى (في اختبارين)
اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (OGTT) (بعد ساعتين) (ملغ/ديسيلتر) أقل من 140 ملغ/ديسيلتر (7.8 ممول/لتر) 140 - 199 ملغ/ديسيلتر (7.8 - 11.0 ممول/لتر) 200 ملغ/ديسيلتر (11.1 ممول/لتر) أو أعلى
اختبار سكر الدم العشوائي (RPG) (ملغ/ديسيلتر) - - 200 ملغ/ديسيلتر (11.1 ممول/لتر) أو أعلى (مع وجود أعراض)

ملاحظة: قد تختلف القيم المرجعية قليلاً بين المختبرات والمراجع الطبية. استشر طبيبك دائماً لتفسير نتائج فحوصاتك.

الخاتمة

إن التعرف على أعراض السكري المبكرة والمنذرة سواء كانت شائعة مثل العطش وكثرة التبول أو أقل شيوعاً مثل بطء التئام الجروح والالتهابات المتكررة هو خطوة أساسية نحو حماية صحتك. كما رأينا يمكن لمرض السكري أن يتسلل بصمت - خاصة النوع الثاني - ولكن تجاهل الإشارات التحذيرية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على حياتك بشكل كبير.

نؤكد مجدداً على أن الاكتشاف المبكر من خلال الانتباه للأعراض وإجراء الفحوصات اللازمة يليه العلاج المناسب والمتابعة المنتظمة يمكن أن يمنع أو يؤخر ظهور المضاعفات بشكل فعال، ويتيح لك عيش حياة صحية ونشطة.

لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها جسمك. إذا كنت تشك في احتمال إصابتك بالسكري بناءً على الأعراض المذكورة أو إذا كانت لديك عوامل خطر تزيد من احتمالية إصابتك فاستشر طبيبك اليوم لإجراء الفحص والتقييم اللازمين. صحتك تستحق الاهتمام، واتخاذ خطوة استباقية الآن هو أفضل استثمار في مستقبلك.

إخلاء مسؤولية

المعلومات المقدمة في هذا المقال هي لأغراض تثقيفية وتوعوية فقط، ولا ينبغي اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تعتمد على هذه المعلومات لاتخاذ قرارات بشأن صحتك دون استشارة طبيب مؤهل أو مقدم رعاية صحية آخر. إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن حالة طبية معينة فيجب عليك دائماً طلب المشورة من طبيبك أو مقدم رعاية صحية مؤهل آخر. لا تتجاهل المشورة الطبية المهنية أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته في هذا المقال.

المراجع:

  1. World Health Organization. Diabetes. WHO [Internet]. 2024 Nov 14 [cited 2025 Apr 15]. Available from: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/diabetes
  2. Mayo Clinic Staff. Diabetes. Mayo Clinic [Internet]. 2024 Mar 27 [cited 2025 Apr 15]. Available from: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
  3. Cleveland Clinic. Prediabetes. Cleveland Clinic [Internet]. 2023 Nov 8 [cited 2025 Apr 15]. Available from: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21498-prediabetes

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button