وصف المدون

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية كيف يتم تشخيص مرض السكري؟ دليل شامل للأعراض والاختبارات والمعايير

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟ دليل شامل للأعراض والاختبارات والمعايير

يُعدّ مرض السكري أحد أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم وفي منطقتنا بشكل خاص حيث تشير التقارير إلى معدلات انتشار مرتفعة في عدة دول عربية. يمثل فهم عملية تشخيص هذا المرض الخطوة الأولى والأساسية نحو إدارته بفعالية والوقاية من مضاعفاته الخطيرة.

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟ دليل شامل للأعراض والاختبارات والمعايير
كيف يتم تشخيص مرض السكري؟ دليل شامل للأعراض والاختبارات والمعايير

نهدف في هذا المقال إلى تقديم دليل شامل وموثوق يستند إلى أحدث المعايير الطبية لتوضيح كيفية تشخيص الأنواع المختلفة من مرض السكري – النوع الأول والنوع الثاني وسكري الحمل – بالإضافة إلى مرحلة ما قبل السكري. إن التشخيص الدقيق والمبكر هو حجر الزاوية لحياة صحية أفضل للمصابين بهذا الداء المزمن.

ما هو مرض السكري وأنواعه؟ لمحة سريعة

مرض السكري هو حالة مزمنة تؤثر على الطريقة التي يستخدم بها الجسم الجلوكوز (سكر الدم). يلعب هرمون الأنسولين - الذي يُفرز من خلايا بيتا في البنكرياس - دوراً حيوياً في نقل الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. في حالة مرض السكري تحدث مشكلة إما في إنتاج الأنسولين أو في كيفية استجابة خلايا الجسم له مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم ومشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.

توجد عدة أنواع رئيسية لمرض السكري، لكل منها خصائصه:

  • السكري من النوع الأول: ينجم هذا النوع عن تدمير جهاز المناعة لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس (عملية مناعة ذاتية)، مما يؤدي إلى نقص حاد أو انعدام تام في إنتاج الأنسولين، ويتطلب هذا النوع العلاج بحقن الأنسولين مدى الحياة. على الرغم من أنه يُشخّص غالباً في مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب إلا أنه يمكن أن يظهر في أي عمر. من المهم تصحيح المفهوم الخاطئ الشائع بأنه يصيب الأطفال فقط.
  • السكري من النوع الثاني: هو النوع الأكثر شيوعاً ويحدث عندما لا يتمكن الجسم من استخدام الأنسولين الذي ينتجه بشكل فعال (مقاومة الأنسولين)، أو عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم. غالباً ما يرتبط هذا النوع بعوامل نمط الحياة مثل زيادة الوزن وقلة النشاط البدني ويتطور عادةً على مدى سنوات.
  • سكري الحمل: هو ارتفاع في مستويات السكر في الدم يتم تشخيصه لأول مرة أثناء فترة الحمل. يحدث ذلك غالباً بسبب الهرمونات التي تفرزها المشيمة والتي يمكن أن تزيد من مقاومة الأنسولين. عادةً ما تعود مستويات السكر إلى طبيعتها بعد الولادة، لكن الإصابة بسكري الحمل تزيد من خطر إصابة الأم والطفل بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.

إن فهم الآلية الأساسية للمرض (دور الأنسولين والجلوكوز) والفروقات الجوهرية بين هذه الأنواع ضروري لفهم طرق التشخيص المختلفة وتداعيات كل نوع.

هل أنت معرض لخطر الإصابة بالسكري؟ الأعراض وعوامل الخطر

إن الخطوة الأولى نحو التشخيص تبدأ غالبًا بالوعي الذاتي؛ أي التعرف على العلامات التحذيرية المحتملة وفهم العوامل التي قد تزيد من احتمالية إصابتك بالمرض. من المهم أن تعرف أن أعراض مرض السكري قد تختلف بين أنواعه. ففي النوع الأول قد تظهر الأعراض فجأة وتكون واضحة.

أما في النوع الثاني - وهو الأكثر شيوعًا - فقد تكون الأعراض خفيفة جدًا أو تتطور ببطء على مدى سنوات لدرجة أن الكثيرين لا يلاحظونها إلا بعد ظهور المضاعفات. هذا التطور البطيء وغير الملحوظ أحيانًا يؤكد أهمية الفحص الدوري، خاصة إذا كنت تمتلك عوامل خطر معينة.

الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها

تنشأ معظم أعراض السكري نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم). إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية فمن الضروري استشارة طبيبك:

  • الشعور بالعطش الشديد جداً.
  • الحاجة للتبول بشكل متكرر، خاصة ليلاً.
  • الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
  • فقدان الوزن غير المبرر أو غير المتعمد.
  • الشعور بالجوع الشديد باستمرار.
  • عدم وضوح وتشوش الرؤية.
  • بطء التئام الجروح والقروح.
  • حدوث التهابات متكررة (جلدية، بولية، فطرية).
  • جفاف الفم وحكة الجلد.
  • تبليل الفراش ليلاً عند الأطفال (للنوع الأول أحيانًا).
  • تنميل وخدران الأطراف (للنوع الثاني أحيانًا).
  • شواك أسود (بقع داكنة بالجلد) للنوع الثاني أحيانًا.

تذكر أن وجود عرض واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة إصابتك بالسكري ولكنه يستدعي التقييم الطبي.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية إصابتك بمرض السكري وخاصة النوع الثاني. ترتبط هذه العوامل غالبًا بالوراثة ونمط الحياة وبعض الحالات الطبية الأخرى. كلما زاد عدد عوامل الخطر لديك زادت أهمية إجراء الفحوصات الدورية. تشمل عوامل الخطر الرئيسية ما يلي:

  • زيادة الوزن أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم ≥ 25، أو ≥ 23 للآسيويين).
  • تراكم الدهون بمنطقة البطن (محيط خصر كبير > 101.6 سم للرجال، > 88.9 سم للنساء).
  • قلة النشاط البدني والخمول.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري (أب، أم، أخ، أخت).
  • التقدم في العمر (خاصة فوق 35 أو 45 عاماً).
  • الإصابة بمقدمات السكري سابقاً.
  • تاريخ الإصابة بسكري الحمل.
  • ولادة طفل بوزن كبير (أكثر من 4 كجم).
  • الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS).
  • ارتفاع ضغط الدم (≥ 130/80 مم زئبق أو يتلقى علاجاً له).
  • مستويات غير طبيعية للدهون (كوليسترول HDL < 35 ملغم/ديسلتر، دهون ثلاثية > 250 ملغم/ديسلتر).
  • تاريخ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الانتماء لعرقيات معينة (أصول أفريقية، لاتينية، أمريكية أصلية، آسيوية، سكان جزر المحيط الهادئ).
  • حالات أخرى مرتبطة بمقاومة الأنسولين (مثل الشواك الأسود).
  • عوامل أخرى محتملة: قلة النوم والتدخين.

من الملاحظ أن العديد من عوامل خطر النوع الثاني مثل الوزن والنشاط البدني هي عوامل قابلة للتعديل من خلال تغيير نمط الحياة، وهو ما يختلف عن النوع الأول الذي يرتبط غالبًا بعوامل غير قابلة للسيطرة مثل الوراثة والمناعة الذاتية.

كما أن وجود "مقدمات السكري" كعامل خطر يخلق حلقة مفرغة؛ فارتفاع السكر بشكل طفيف يزيد من خطر تطوره إلى سكري صريح، مما يبرز أهمية الكشف المبكر عن هذه المرحلة وإدارتها.

الفحوصات الأساسية لتشخيص مرض السكري

يعتمد تشخيص مرض السكري بشكل أساسي على قياس مستويات الجلوكوز في الدم باستخدام اختبارات معملية موحدة ومعتمدة. أجهزة قياس السكر المنزلية مهمة لمراقبة الحالة بعد التشخيص، ولكن لا يُعتمد عليها في التشخيص الأولي للمرض. في معظم الحالات يتطلب تأكيد التشخيص إعادة الاختبار في يوم منفصل باستخدام نفس الاختبار أو اختبار آخر، إلا إذا كانت الأعراض واضحة جداً ومستوى السكر العشوائي مرتفعاً للغاية.

ملخص اختبارات تشخيص السكري وقيمها التشخيصية الرئيسية

تُستخدم أربعة اختبارات رئيسية لتشخيص مرض السكري ومرحلة ما قبل السكري:

1. اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C)

يقيس اختبار الهيموغلوبين السكري (المعروف أيضاً بـ HbA1c أو الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي) النسبة المئوية لبروتين الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء المرتبط بالجلوكوز. بما أن خلايا الدم الحمراء تعيش لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريباً فإن هذا الاختبار يقدم صورة عن متوسط مستوى السكر في الدم خلال هذه الفترة الزمنية. كلما ارتفع متوسط مستوى السكر في الدم زادت نسبة الهيموغلوبين المرتبطة بالسكر، وبالتالي ترتفع قيمة A1C.

إجراءات الفحص (المزايا والقيود)

تتمثل الميزة الرئيسية لاختبار A1C في أنه لا يتطلب الصيام المسبق، ويتم إجراؤه عن طريق سحب عينة دم بسيطة. يُستخدم هذا الاختبار على نطاق واسع لتشخيص السكري ومتابعته. ولكن قد تكون نتائجه غير دقيقة في بعض الحالات الطبية التي تؤثر على خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين مثل بعض أنواع فقر الدم، وأمراض الكلى المتقدمة، وأثناء الحمل.

لهذا السبب يُعتبر هذا الاختبار معياراً مهماً ومقبولاً على نطاق واسع كأداة تشخيص أولية خاصة بالنظر إلى سهولة إجرائه وعدم الحاجة للصيام، وهو ما يجعله خياراً مفضلاً في العديد من العيادات.

تفسير النتائج (المعدل الطبيعي، مرحلة ما قبل السكري، السكري)

تُستخدم القيم التالية لتفسير نتائج اختبار A1C، مع التأكيد على ضرورة تأكيد التشخيص باختبار آخر في يوم منفصل في معظم الحالات:

  • طبيعي: أقل من 5.7%
  • مقدمات السكري: 5.7% إلى 6.4%
  • السكري: 6.5% أو أعلى (في اختبارين منفصلين)

2. اختبار سكر الدم الصائم (FBG / FPG)

يقيس اختبار سكر الدم الصائم (Fasting Blood Glucose - FBG أو Fasting Plasma Glucose - FPG) مستوى الجلوكوز في الدم بعد فترة من عدم تناول أي طعام أو شراب (ما عدا الماء) لمدة محددة. يعكس هذا الاختبار مستوى الجلوكوز الأساسي الذي ينتجه الكبد بشكل طبيعي خلال فترة الصيام (عادةً أثناء الليل).

إجراءات الفحص (متطلبات الصيام)

يتطلب هذا الاختبار الصيام لمدة لا تقل عن 8 ساعات (عادةً طوال الليل) قبل سحب عينة الدم. ويُجرى الفحص عادةً في الصباح الباكر قبل تناول وجبة الإفطار.

تفسير نتائج اختبار سكر الدم الصائم

تُستخدم القيم التالية لتفسير نتائج اختبار سكر الدم الصائم (عادةً بوحدة ملغم/ديسيلتر) مع ضرورة تأكيد التشخيص في يوم آخر:

  • طبيعي: أقل من 100 ملغم/ديسيلتر (5.6 مليمول/لتر)
  • مقدمات السكري: 100 إلى 125 ملغم/ديسيلتر (5.6 إلى 6.9 مليمول/لتر)
  • السكري: 126 ملغم/ديسيلتر (7.0 مليمول/لتر) أو أعلى (في اختبارين منفصلين)

3. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT)

يقيم اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test - OGTT) كيفية تعامل الجسم مع كمية محددة من الجلوكوز يتم تناولها عن طريق الفم. يقيس الاختبار مستوى السكر في الدم قبل شرب المحلول السكري وبعد فترة زمنية محددة (عادة ساعتين).

يُستخدم هذا الاختبار بشكل أقل لتشخيص السكري الروتيني خارج نطاق الحمل ولكنه يعتبر أداة مهمة في حالات معينة. يمكن لهذا الاختبار أحيانًا الكشف عن مشاكل في تحمل الجلوكوز (مقدمات السكري أو السكري) قد لا تظهر بوضوح في اختبار السكر الصائم وحده، لأنه يتحدى استجابة الأنسولين في الجسم بشكل مباشر. استخدامه الأساسي في تشخيص سكري الحمل يبرز حساسيته في تقييم تحمل الجلوكوز تحت الضغط الفسيولوجي للحمل.

إجراءات فحص تحمل الجلوكوز الفموي

يتطلب الاختبار الصيام طوال الليل (لمدة 8 ساعات على الأقل) ثم تُسحب عينة دم لقياس مستوى السكر الصائم. بعد ذلك يشرب الشخص محلولاً يحتوي على كمية قياسية من الجلوكوز (عادة 75 جراماً للبالغين غير الحوامل). ثم تُسحب عينة دم أخرى بعد ساعتين من شرب المحلول لقياس مستوى السكر. من المهم أن يبقى الشخص في حالة راحة ويتجنب التدخين خلال فترة الاختبار.

تفسير نتائج فحص تحمل الجلوكوز الفموي

تُستخدم القيم التالية لتفسير نتيجة مستوى السكر في الدم بعد ساعتين من شرب محلول الجلوكوز:

  • طبيعي: أقل من 140 ملغم/ديسيلتر (7.8 مليمول/لتر)
  • مقدمات السكري: 140 إلى 199 ملغم/ديسيلتر (7.8 إلى 11.0 مليمول/لتر)
  • السكري: 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى

4. اختبار سكر الدم العشوائي (RBG / RPG)

يقيس اختبار سكر الدم العشوائي (Random Blood Glucose - RBG أو Random Plasma Glucose - RPG) مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم بغض النظر عن موعد آخر وجبة تناولها الشخص.

يُستخدم هذا الاختبار غالباً عندما يكون لدى الشخص أعراض واضحة لمرض السكري (مثل العطش الشديد، وكثرة التبول، وفقدان الوزن غير المبرر) أو في الحالات الطارئة. ميزته أنه لا يتطلب أي تحضير مسبق أو صيام.

إجراءات الفحص أنه لا يتطلب صيام، فهو هو مجرد سحب عينة دم في أي وقت.

تفسير النتائج (عتبة تشخيص السكري)

إذا كان مستوى السكر في الدم العشوائي 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى بالتزامن مع وجود أعراض واضحة لمرض السكري، فإن ذلك يشير بقوة إلى وجود مرض السكري. ولكن يعتمد تفسير نتيجة هذا الاختبار بشكل كبير على السياق السريري، وخاصة وجود الأعراض.

إذا كانت النتيجة مرتفعة ولكن لا توجد أعراض واضحة فعادةً ما يتطلب الأمر إجراء اختبارات أخرى أكثر تحديداً (مثل اختبار السكر الصائم أو A1C) لتأكيد التشخيص.

ملخص معايير تشخيص السكري ومرحلة ما قبل السكري
الفحص المعدل الطبيعي مرحلة ما قبل السكري مرض السكري
الهيموغلوبين السكري (A1C) أقل من 5.7% من 5.7% إلى 6.4% 6.5% أو أعلى
سكر الدم الصائم (FBG) أقل من 100 ملغم/ديسيلتر (5.6 مليمول/لتر) من 100 إلى 125 ملغم/ديسيلتر (5.6 - 6.9 مليمول/لتر) 126 ملغم/ديسيلتر (7.0 مليمول/لتر) أو أعلى
تحمل الجلوكوز (OGTT) (بعد ساعتين) أقل من 140 ملغم/ديسيلتر (7.8 مليمول/لتر) من 140 إلى 199 ملغم/ديسيلتر (7.8 - 11.0 مليمول/لتر) 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى
سكر الدم العشوائي (RBG) - - 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى (مع وجود أعراض)

ملاحظة: يتطلب تشخيص مرض السكري عادةً تأكيد النتائج المرتفعة في يوم منفصل ما لم تكن هناك أعراض واضحة لارتفاع السكر في الدم مع نتيجة عشوائية مرتفعة جداً.

تشخيص حالات خاصة من السكري

بينما تنطبق الاختبارات والمعايير المذكورة أعلاه على الغالبية العظمى من الحالات إلا أن هناك بعض الاعتبارات والبروتوكولات الخاصة التي تُستخدم لتشخيص أنواع معينة من السكري أو في ظروف معينة.

تشخيص سكري الحمل (Gestational Diabetes)

سكري الحمل هو نوع من السكري يتم تشخيصه لأول مرة خلال فترة الحمل، ويحدث بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل حيث يمكن لهرمونات المشيمة أن تسبب مقاومة للأنسولين لدى الأم. نظراً للمخاطر المحتملة على الأم والجنين إذا لم يتم التحكم فيه فإنه يُوصى عادةً بفحص جميع النساء الحوامل للكشف عن سكري الحمل، ويتم ذلك غالباً بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل.

قد يتم إجراء الفحص في وقت مبكر من الحمل إذا كانت المرأة لديها عوامل خطر مرتفعة للإصابة به (مثل السمنة، أو تاريخ عائلي للسكري، أو إصابة سابقة بسكري الحمل).

بروتوكولات الفحص

توجد طرق مختلفة لفحص وتشخيص سكري الحمل وقد يختلف البروتوكول المتبع بين العيادات والمناطق. من المهم الإشارة إلى هذا التباين ونصح القارئات باتباع البروتوكول المحدد من قبل مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن. تشمل الطرق الشائعة:

  1. النهج المكون من خطوتين (الأكثر شيوعاً في بعض المناطق):
    • الخطوة الأولى (اختبار التحدي الأولي بالجلوكوز): لا يتطلب الصيام، وتشرب المرأة محلولاً يحتوي على 50 جراماً من الجلوكوز ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة واحدة. إذا كانت النتيجة مرتفعة (عادةً ≥ 140 ملغم/ديسيلتر، ولكن العتبة قد تختلف)، تنتقل المرأة إلى الخطوة الثانية.
    • الخطوة الثانية (اختبار تحمل الجلوكوز الفموي التشخيصي): وهذا يتطلب الصيام طوال الليل. حيث تشرب المرأة محلولاً يحتوي على 100 جرام من الجلوكوز. ويتم قياس مستوى السكر في الدم عند الصيام ثم بعد ساعة وساعتين وثلاث ساعات من شرب المحلول. يتم تشخيص سكري الحمل إذا كانت قراءتان أو أكثر من هذه القراءات الأربع أعلى من الحدود الطبيعية المحددة.
  2. النهج المكون من خطوة واحدة: وهذا يتطلب الصيام طوال الليل. تشرب المرأة محلولاً يحتوي على 75 جراماً من الجلوكوز. ويتم قياس مستوى السكر في الدم عند الصيام ثم بعد ساعة وساعتين من شرب المحلول. يتم تشخيص سكري الحمل إذا تجاوزت أي من هذه القراءات الثلاث الحدود الطبيعية المحددة.

معايير التشخيص الخاصة بسكري الحمل (قيم OGTT)

تختلف قيم العتبة التشخيصية الدقيقة بناءً على البروتوكول المستخدم (100 جرام أو 75 جرام) والمعايير المعتمدة (مثل معايير Carpenter/Coustan أو IADPSG). يجب على النساء الحوامل استشارة أطبائهن لمعرفة المعايير المحددة المطبقة في حالتهن. كمثال القيم المستخدمة غالباً مع اختبار 100 جرام لمدة 3 ساعات (يتطلب تجاوز قيمتين أو أكثر للتشخيص) هي:

  • عند الصيام: ≥ 95 ملغم/ديسيلتر (5.3 مليمول/لتر)
  • بعد ساعة: ≥ 180 ملغم/ديسيلتر (10.0 مليمول/لتر)
  • بعد ساعتين: ≥ 155 ملغم/ديسيلتر (8.6 مليمول/لتر)
  • بعد 3 ساعات: ≥ 140 ملغم/ديسيلتر (7.8 مليمول/لتر)

جدول يحتوي على مثال لمعايير تشخيص سكري الحمل:

مثال لمعايير تشخيص سكري الحمل (باستخدام اختبار 100 جرام OGTT لمدة 3 ساعات)
نقطة القياس القيمة القصوى الطبيعية (ملغم/ديسيلتر) القيمة القصوى الطبيعية (مليمول/لتر)
الصيام 95 5.3
بعد ساعة 180 10.0
بعد ساعتين 155 8.6
بعد 3 ساعات 140 7.8

ملاحظة هامة: يتم تشخيص سكري الحمل إذا كانت قراءتان أو أكثر من هذه القيم متجاوزة. قد تختلف هذه القيم قليلاً بناءً على المعايير المتبعة لذلك يرجى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

التمييز بين السكري النوع الأول والنوع الثاني

على الرغم من أن النوع الأول أكثر شيوعاً في الأطفال والشباب والنوع الثاني أكثر شيوعاً في البالغين فوق سن الأربعين إلا أن العمر وحده ليس عاملاً حاسماً للتمييز بين النوعين حيث يمكن تشخيص النوع الأول في البالغين والنوع الثاني في الأطفال والمراهقين.

تعتبر سرعة ظهور الأعراض مؤشراً مهماً؛ فالظهور السريع لأعراض حادة وشديدة يرجح كفة النوع الأول، بينما الظهور التدريجي للأعراض على مدى سنوات يرجح النوع الثاني.

الاختبارات المساعدة

في الحالات التي يكون فيها التمييز صعباً بناءً على العوامل السريرية وحدها يمكن اللجوء إلى اختبارات إضافية للمساعدة في تحديد النوع بدقة أكبر، وهو أمر بالغ الأهمية لتحديد خطة العلاج المناسبة (خاصة الحاجة الفورية للأنسولين في النوع الأول):

  • فحص الكيتونات (في البول أو الدم): وجود الكيتونات - خاصة مع ارتفاع مستوى السكر في الدم - يشير إلى نقص حاد في الأنسولين وهو أكثر شيوعاً في النوع الأول. يمكن أن يكون الحماض الكيتوني السكري (DKA) - وهو حالة طارئة تنتج عن تراكم الكيتونات - أول علامة على الإصابة بالنوع الأول.
  • فحص الأجسام المضادة الذاتية: يتم البحث عن أجسام مضادة معينة يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس (مثل الأجسام المضادة لـ GAD65، والأجسام المضادة لخلايا "لانجر هانز"، والأجسام المضادة للأنسولين، والأجسام المضادة لـ IA-2). وجود هذه الأجسام المضادة يؤكد الطبيعة المناعية الذاتية للمرض وهو السمة المميزة للنوع الأول من السكري.
  • فحص ناقل الزنك 8 (ZnT8Ab): يُعد أحد اختبارات الأجسام المضادة الذاتية التي يمكن أن تساعد في تحديد الإصابة بالنوع الأول.
  • فحص مستوى الببتيد سي (C-peptide): يقيس هذا الاختبار كمية الأنسولين التي لا يزال البنكرياس ينتجها. تكون مستويات الببتيد سي منخفضة جداً أو غير قابلة للقياس في النوع الأول (بسبب تدمير خلايا بيتا)، بينما تكون طبيعية أو حتى مرتفعة في المراحل المبكرة من النوع الثاني (كمحاولة من الجسم للتغلب على مقاومة الأنسولين).

تساعد هذه الاختبارات الإضافية - وخاصة فحص الأجسام المضادة - في تأكيد التشخيص وتوجيه العلاج بشكل صحيح، خاصة في الحالات غير النمطية مثل تشخيص السكري لدى البالغين الذين قد يكونون مصابين بنوع بطيء التطور من السكري المناعي الذاتي (LADA) أو عند تشخيص الأطفال والمراهقين الذين قد يكون لديهم النوع الثاني بسبب السمنة المتزايدة.

تشخيص مرحلة ما قبل السكري (Prediabetes)

مرحلة ما قبل السكري هي حالة تكون فيها مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها لم تصل بعد إلى المستوى الذي يُشخّص على أنه مرض السكري من النوع الثاني. تشير هذه الحالة إلى وجود خلل في كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز إما بسبب عدم استجابة الخلايا بشكل جيد للأنسولين (بداية مقاومة الأنسولين) أو عدم قدرة البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للتعويض.

الأمر المقلق هو أن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري لا يعانون من أي أعراض وبالتالي لا يدركون أنهم في هذه المرحلة. تشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 80% من المصابين بمقدمات السكري لا يعلمون بحالتهم.

معايير التشخيص لمرحلة ما قبل السكري

يتم تشخيص مرحلة ما قبل السكري باستخدام نفس اختبارات الدم المستخدمة لتشخيص مرض السكري، ولكن بقيم مختلفة تقع بين المعدل الطبيعي ومعدل السكري (كما هو موضح في الجدول الأول أعلاه):

  • الهيموغلوبين السكري (A1C): بين 5.7% و 6.4%
  • سكر الدم الصائم (FBG): بين 100 و 125 ملغم/ديسيلتر
  • اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) (بعد ساعتين): بين 140 و 199 ملغم/ديسيلتر

أهمية اكتشاف مرحلة ما قبل السكري

تعتبر مرحلة ما قبل السكري بمثابة جرس إنذار مهم فهي تزيد بشكل كبير من خطر التطور إلى مرض السكري من النوع الثاني خلال السنوات القليلة المقبلة. تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من المصابين بمقدمات السكري (تصل إلى 70% حسب بعض المصادر) سيصابون بالسكري من النوع الثاني إذا لم يتخذوا أي إجراءات وقائية.

لكن الخبر السار هو أن هذا التطور ليس حتمياً. حيث يمثل تشخيص مرحلة ما قبل السكري فرصة ثمينة للتدخل وتغيير المسار. إن إجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني (بنسبة تصل إلى 58% كما تشير بعض الأبحاث) وفي بعض الحالات يمكن أن يعيد مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي.

وتشمل هذه التغييرات:

  • فقدان نسبة صغيرة من الوزن حتى وإن كانت (5% إلى 10%) يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً.
  • ممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة مثل المشي السريع.
  • التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون وتقليل السكريات المضافة والدهون غير الصحية والأطعمة المصنعة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • التحكم في ضغط الدم والكوليسترول.

كما ينصح الأطباء الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرحلة ما قبل السكري بإجراء فحص سنوي لمراقبة مستويات السكر في الدم والكشف المبكر عن أي تطور نحو مرض السكري من النوع الثاني. يجب النظر إلى تشخيص مقدمات السكري ليس فقط كعامل خطر بل كحافز قوي لاتخاذ خطوات إيجابية نحو صحة أفضل.

مخاطر إهمال التشخيص: مضاعفات السكري غير المعالج

إن ترك مرض السكري دون تشخيص أو إدارة فعالة يؤدي إلى بقاء مستويات السكر في الدم مرتفعة بشكل مزمن. هذا الارتفاع المستمر في الغلوكوز يشبه سماً بطيء المفعول يتسلل إلى الأوعية الدموية والأعصاب في جميع أنحاء الجسم، مسبباً أضراراً تدريجية ولكنها خطيرة على المدى الطويل.

تتعدد مضاعفات مرض السكري ويمكن أن تؤثر على أعضاء وأنظمة متعددة في الجسم. تشمل أبرز هذه المضاعفات ما يلي:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية (نوبة قلبية أو سكتة دماغية).
  • تلف الكلى (الفشل الكلوي).
  • تلف الأعصاب (اعتلال الأعصاب الطرفية ومشاكل هضمية).
  • أمراض العين (اعتلال الشبكية، العمى، الجلوكوما، إعتام عدسة العين).
  • مشاكل القدم (تقرحات، التهابات، بتر).
  • مشاكل الجلد والفم (التهابات، أمراض اللثة).
  • ضعف السمع.
  • زيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
  • الحماض الكيتوني السكري (DKA) (خاصة النوع الأول وهو حالة طارئة).

هذه القائمة الطويلة من المضاعفات المحتملة تؤكد مرة أخرى على الأهمية القصوى للتشخيص المبكر والإدارة الفعالة لمرض السكري. الخبر السار هو أنه من خلال التحكم الجيد في مستويات السكر في الدم واتباع نمط حياة صحي والمتابعة الطبية المنتظمة يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بالسكري منع أو تأخير ظهور هذه المضاعفات بشكل كبير، والعيش حياة صحية ونشطة.

الخطوات التالية بعد تشخيص السكري

إن تشخيص مرض السكري - على الرغم من كونه خبراً قد يثير القلق - إلا أنه يمثل نقطة تحول وبداية لرحلة جديدة نحو إدارة الحالة الصحية بفعالية والعيش حياة طبيعية ونشطة. الخطوات التالية للتشخيص تتطلب فهماً للحالة وتعاوناً وثيقاً مع فريق الرعاية الصحية لوضع خطة إدارة شخصية ومناسبة.

تشمل الخطوات الأساسية بعد التشخيص ما يلي:

  • وضع خطة علاجية شخصية مع الطبيب.
  • الالتزام بالأدوية الموصوفة (أنسولين أو أدوية فموية إذا لزم الأمر).
  • تعلم كيفية مراقبة سكر الدم بانتظام في المنزل.
  • تبني نمط غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • إدارة الوزن والوصول إلى وزن صحي (خاصة للنوع الثاني ومقدماته).
  • إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المضاعفات (عيون، كلى، قدم، قلب).
  • العناية اليومية بالقدمين والاهتمام بصحة الفم والأسنان.
  • الحصول على اللقاحات الموصى بها (مثل الإنفلونزا والتهاب الرئة).
  • التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب منتجات التبغ.
  • طلب الدعم النفسي والاجتماعي عند الحاجة.
  • التعاون المستمر مع فريق الرعاية الصحية (طبيب، مثقف سكري، أخصائي تغذية).
  • ارتداء سوار أو قلادة تعريفية طبية تشير للإصابة بالسكري.

من المهم التأكيد على أن إدارة مرض السكري هي عملية مستمرة تتطلب مشاركة فعالة من المريض. لا يكفي مجرد تلقي التشخيص والخطة العلاجية الأولية بل يجب تمكين المريض وتزويده بالمعرفة والأدوات اللازمة ليصبح شريكاً نشطاً في رعايته الصحية.

يشمل ذلك فهم كيفية مراقبة نسبة السكر في الدم وتفسير النتائج، وإدراك تأثير خيارات نمط الحياة المختلفة على مستويات السكر، ومعرفة كيفية التعرف على علامات انخفاض أو ارتفاع السكر في الدم وكيفية التعامل معها. هذا التحول نحو التمكين الذاتي هو مفتاح النجاح على المدى الطويل في التعايش مع السكري.

أسئلة شائعة حول تشخيص مرض السكري

هل يمكن تشخيص السكري بدون فحص دم؟

لا. يتطلب التشخيص النهائي لمرض السكري إجراء فحوصات دم لقياس مستويات الغلوكوز (مثل A1C، FPG، OGTT). اختبارات البول ليست دقيقة بما يكفي للتشخيص وأجهزة قياس السكر المنزلية مخصصة للمراقبة بعد التشخيص وليس للتشخيص الأولي.

كم مرة يجب أن أفحص السكري إذا لم يكن لدي أعراض؟

يعتمد ذلك على عمرك وعوامل الخطر لديك. وبشكل عام يوصى بالبدء بالفحص في سن 35-45 عامًا وتكراره كل سنة إلى 3 سنوات إذا كانت النتائج طبيعية. إذا كنت تعاني من مقدمات السكري أو لديك عوامل خطر عالية فقد يوصي طبيبك بالفحص بشكل متكرر أكثر (سنوياً مثلاً).

هل نتيجة فحص واحدة مرتفعة تعني أنني مصاب بالسكري؟

في معظم الحالات لا. عادةً ما يتطلب تأكيد تشخيص السكري إعادة الفحص في يوم آخر أو إجراء فحص مختلف. الاستثناء هو إذا كانت مستويات السكر مرتفعة جداً بالتزامن مع وجود أعراض كلاسيكية واضحة لارتفاع السكر في الدم.

هل يمكن أن يختفي مرض السكري من النوع الثاني؟

يمكن لمرض السكري من النوع الثاني أن يدخل في مرحلة "هجوع" (Remission) مع تغييرات كبيرة في نمط الحياة وفقدان الوزن، مما يعني عودة مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي دون الحاجة إلى أدوية. ولكن لا يزال يعتبر حالة مزمنة تتطلب مراقبة مستمرة لاحتمالية عودته.

ما الفرق الرئيسي بين تشخيص النوع الأول والنوع الثاني؟

يتم تشخيص وجود مرض السكري نفسه عن طريق قياس مستويات الغلوكوز في الدم. أما التمييز بين النوع الأول والنوع الثاني فيعتمد غالباً على عوامل أخرى مثل العمر عند التشخيص وسرعة ظهور الأعراض ووزن الجسم ووجود الحماض الكيتوني السكري، والأهم من ذلك إجراء فحوصات الأجسام المضادة الذاتية التي تكون إيجابية عادةً في النوع الأول.

إذا كانت نتيجة فحص سكري الحمل طبيعية فهل أحتاج لإعادة الفحص؟

إذا تم إجراء الفحص الروتيني لسكري الحمل بين الأسبوع 24 و 28 وكانت النتيجة طبيعية فعادةً لا يتم تكرار الفحص خلال نفس الحمل ما لم تظهر عوامل خطر جديدة أو أعراض مقلقة. ولكن من المهم جداً لجميع النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل إجراء فحص للكشف عن السكري بعد الولادة (عادةً بعد 6-12 أسبوعاً)، والمتابعة الدورية بعد ذلك، لأنهن أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.

إخلاء مسؤولية: المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تثقيفية فقط ولا تعتبر بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. استشر طبيبك أو مقدم رعاية صحية مؤهل دائماً بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية.

الخاتمة

تشخيص مرض السكري هو خطوة حاسمة نحو إدارة هذه الحالة المزمنة بفعالية. تعتمد عملية التشخيص بشكل أساسي على اختبارات الدم التي تقيس مستويات الجلوكوز وأهمها اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C) واختبار سكر الدم الصائم (FBG) واختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) واختبار سكر الدم العشوائي (RBG). لكل اختبار دوره وقيمه التشخيصية المحددة لمرحلة ما قبل السكري ومرض السكري بأنواعه المختلفة، بما في ذلك البروتوكولات الخاصة لتشخيص سكري الحمل.

من الضروري الانتباه لأعراض السكري الشائعة وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة، ولكن الأهم من ذلك هو إدراك أن غياب الأعراض لا يعني عدم وجود المرض، خاصة في النوع الثاني ومرحلة ما قبل السكري.

يجب التأكيد بشدة على أن هذا المقال يقدم معلومات عامة وتثقيفية ولا يمكن الاعتماد عليه لتشخيص الحالة ذاتياً. التشخيص الدقيق يتطلب استشارة طبيب أو مقدم رعاية صحية مؤهل يمكنه تقييم الحالة الفردية وطلب الاختبارات المناسبة وتفسير النتائج بشكل صحيح ووضع خطة علاج ومتابعة شخصية.

في الختام على الرغم من أن تشخيص مرض السكري قد يكون أمراً مقلقاً إلا أنه الخطوة الأولى نحو التحكم في الحالة. مع التشخيص المبكر والرعاية الطبية المناسبة والالتزام بتغييرات نمط الحياة الصحية، يمكن للمصابين بمرض السكري العيش حياة صحية ونشطة وتقليل خطر المضاعفات بشكل كبير.

المراجع:

  1. Mayo Clinic. Diabetes - Diagnosis and treatment. Available from: https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/diabetes/diagnosis-treatment/drc-20371451
  2. Cleveland Clinic Abu Dhabi. Understanding Prediabetes. Available from: https://www.clevelandclinicabudhabi.ae/ar-ae/health-hub/health-resource/diseases-and-conditions/understanding-prediabetes
  3. Amerikan Hastanesi (Mayo Clinic Network). Diabetes. Available from: https://www.amerikanhastanesi.org/mayo-clinic-care-network/mayo-clinic-health-information-library/diseases-conditions/diabetes
  4. Mayo Clinic. Diabetes - Symptoms and causes. Available from: https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button