انتشرت في الآونة الأخيرة ممارسة الصيام المتقطع كنظام غذائي يساعد على تحسين الصحة وإنقاص الوزن ولكن بالنسبة للنساء المرضعات يتسبب هذا النظام بالعديد من التساؤلات والمخاوف المشروعة، فهل يعد الصيام المتقطع للمرضعات آمناً؟ كيف يمكن تطبيقه دون التأثير على كمية أو جودة حليب الأم؟ وهل يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الطفل؟
 |
| نظام الصيام المتقطع للمرضعات - كيف تبدئين بأمان؟ |
هنا سنسلط الضوء على مفهوم الصيام المتقطع بشكل عام ونستعرض أنواعه وطرق تطبيقه بأمان بالنسبة للأمهات المرضعات، كما سنناقش أيضاً فوائد ومحاذير هذا النظام ونقدم لكِ إرشادات غذائية مفصلة ونصائح عملية تساعدك على اتخاذ القرار المناسب الذي يضمن لكِ ولطفلك الصحة والعافية.
الصيام المتقطع للمرضعات
الصيام المتقطع هو ببساطة عبارة عن نظام غذائي لانقاص الوزن يعتمد على التناوب بين فترات الأكل وفترات الصيام بشكل منتظم، أي بعبارة أخرى هو ليس حمية بالمعنى التقليدي الذي يركز على نوعية الطعام بل هو أسلوب لتنظيم مواعيد تناول الطعام، ويهدف نظام الصيام المتقطع للمرضعات إلى الحصول على فوائد الصيام المتقطع دون التأثير على إنتاج الحليب أو صحة الطفل.
يختلف الصيام المتقطع عن الصيام التقليدي في أنه لا يركز على الامتناع الكامل عن الطعام لفترات طويلة، ففي الصيام المتقطع تتناول المرأة المرضعة الطعام بشكل طبيعي خلال فترات الأكل المحددة بينما تمتنع عن الطعام فقط خلال فترات الصيام، أما الصيام التقليدي كما هو الحال في شهر رمضان أو صيام الأيام المتتابعة فيستمر لفترات أطول مما قد يشكل خطورة على صحة المرضع وإنتاج الحليب.
أنواع الصيام المتقطع المناسبة للمرضعات
توجد عدة أنواع من الصيام المتقطع ولكن ليست جميعها مناسبة للمرضعات، ونذكر من هذه الأنواع ما يأتي:
1. نظام الصيام المتقطع 16/8
نظام الصيام المتقطع 16/8 يعتبر من أشهر أنواع الصيام المتقطع حيث يتضمن الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال 8 ساعات فقط، ويمكن للمرأة المرضعة تطبيق هذا النوع من الصيام عن طريق تحديد فترة الصيام المناسبة لها حسب روتين الرضاعة النوم، ويمكن أن يساعد صيام 16/8 المرضعات على فقدان الوزن وتحسين حساسية الأنسولين ولكن يجب الحرص على تناول وجبات صحية ومغذية خلال فترة الأكل لتجنب أي تأثير سلبي على إنتاج الحليب.
2. نظام صيام 14/10
نظام صيام 14/10 يشبه صيام 16/8 ولكن مع تقليل مدة الصيام إلى 14 ساعة وزيادة فترة الأكل إلى 10 ساعات، ويمكن أن يكون هذا النوع أكثر ملاءمة للمرضعات اللواتي يعانين من صعوبة في الصيام لفترات طويلة، كما يساعد صيام 14/10 على تنظيم مواعيد تناول الطعام وتحسين عملية الأيض ولكن يجب مراقبة كمية الحليب ووزن الطفل للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي.
3. نظام صيام الأيام البديلة
يتضمن هذا النوع التناوب بين أيام الصيام وأيام الأكل بشكل منتظم، وهذا النوع من الصيام المتقطع قد يكون غير مناسب للمرضعات لأنه يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب بشكل ملحوظ ويسبب الجفاف والتعب الشديد، وننصح المرضعات بتجنب هذا النوع من الصيام المتقطع والتركيز على الأنواع الأخرى التي تتيح فترات أكل أطول لتلبية احتياجاتهن الغذائية واحتياجات أطفالهن.
هل يمكن للنساء المرضعات ممارسة الصيام المتقطع؟
بعد أن تعرفنا على أنواع الصيام المتقطع نطرح السؤال الأهم: هل يمكن للأم المرضع أن تمارس الصيام المتقطع بأمان؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نلقي نظرة على فوائد ومحاذير نظام الصيام المتقطع للمرضعات، مع مراعاة بعض العوامل الهامة التي تساعد في اتخاذ القرار المناسب.
فوائد الصيام المتقطع للمرضعات
على الرغم من قلة الدراسات التي تركز على نظام رجيم الصيام المتقطع للمرضعات بشكل خاص إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى إمكانية حصول المرأة المرضعة على بعض الفوائد من تطبيق هذا النظام الغذائي ومنها:
- حرق الدهون وإنقاص الوزن الزائد بعد الولادة
- تنظيم مستوى السكر في الدم والوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
- تنظيم عملية الهضم وتحسين صحة الجهاز الهضمي
- تحسين حساسية الأنسولين
أضرار الصيام المتقطع للمرضعات
من الضروري أن تدرك المرأة المرضعة أن الصيام المتقطع قد يؤدي إلى بعض المخاطر والمضاعفات إذا لم يتم تطبيقه بحذر وعناية ومن اضرار الصيام المتقطع للمرضعات ما يأتي:
- الجفاف والتعب
- انخفاض إنتاج الحليب بسبب الصيام لفترات طويلة أو عدم تناول كميات كافية من الطعام والسوائل
- قد يسبب الصيام المتقطع للمرضعات الجفاف والتعب الشديد للمرأة المرضعة وخاصةً إذا لم تكن تتناول كميات كافية من السوائل
- نقص العناصر الغذائية الأساسية وخاصةً إذا لم تكن المرأة المرضعة تخطط لوجباتها بعناية أثناء فترة الأكل
- قد يسبب الصيام المتقطع أيضاً انخفاض إنتاج الحليب أو نقص العناصر الغذائية فيه مما يؤثر على نمو الطفل
متى يجب استشارة الطبيب قبل البدء بالصيام المتقطع؟
ننصح باستشارة الطبيب قبل البدء في رجيم الصيام المتقطع للمرضعات في الحالات التالية:
- إذا كانت الأم تعاني من أي مشاكل صحية مزمنة مثل السكري أو ضغط الدم أو أمراض الغدة الدرقية
- إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر
- إذا كان الطفل يعاني من أي مشاكل صحية
يمكن لأخصائي التغذية تقديم النصائح والإرشادات حول كيفية تطبيق رجيم الصيام المتقطع للمرضعات بشكل آمن وصحي ووضع خطة غذائية مناسبة تضمن حصول الأم والطفل على جميع العناصر الغذائية اللازمة.
جدول الأكل في الصيام المتقطع للمرضعات
تنظيم جدول الأكل يعتبر من أهم العوامل التي تضمن نجاح رجيم الصيام المتقطع للمرضعات دون التأثير على إنتاج الحليب أو صحة الطفل، ويتطلب ذلك تحديد أوقات الصيام والأكل بعناية ووضع خطة للوَجبات تلبي احتياجات الأم الغذائية وتضمن توازن جميع العناصر الضرورية، وفيما يلي شرح جدول الأكل في الصيام المتقطع للمرضعات وكذلك الصيام:
أوقات الصيام في نظام الصيام المتقطع للمرضعات
يجب على المرأة المرضعة اختيار أوقات الصيام التي تناسب روتينها اليومي ومواعيد إرضاع طفلها، وننصح بتجنب الصيام لفترات طويلة تزيد عن 16 ساعة كما ويمكن تقسيم فترة الصيام إذا لزم الأمر، ومن الأفضل أن تبدأ المرأة المرضعة بفترات صيام قصيرة ثم تزيدها تدريجياً حسب قدرتها على التحمل، حيث يمكن مثلاً البدء بصيام 12 ساعة ثم زيادتها إلى 14 ساعة ثم 16 ساعة.
جدول الأكل في نظام الصيام المتقطع للمرأة المرضعة
خلال فترات الأكل يجب على المرأة المرضعة تناول وجبات صحية ومتوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية، وننصح بتوزيع الوجبات على مدار فترة الأكل لتجنب الشعور بالجوع الشديد والإفراط في تناول الطعام في وَجبة واحدة كما يمكن تقسيم الوجبات إلى ثلاث وَجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين بينهما.
الوجبات:
من الضروري التخطيط للوجبات بعناية أثناء ريجيم الصيام المتقطع للمرضعات لضمان حصول الأم على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها هي وطفلها، وإليكم بعض الأفكار لوجبات صحية ومغذية:
وجبة الفطور:
- البيض أو الزبادي مع الفواكه والمكسرات
- أو الشوفان مع الحليب والتمر
وجبة الغداء:
- السلطة مع الدجاج أو السمك المشوي
- أو الحساء مع الخبز الأسمر
وجبة العشاء:
- اللحم أو الدجاج المشوي مع الأرز والخضار
- أو السمك المقلي مع السلطة
الوجبات الخفيفة:
- الفواكه
- أو المكسرات
- أو الزبادي
- أو الخضار مع الحمص
وتلخيصاً لما سبق نقدم لك جدول الأكل في الصيام المتقطع للمرضعات وتنظيم أوقات الصيام مع أفكار للوجبات المثالية أثناء الصيام المتقطع للمرضعات مع توقيتات مقترحة تساعد النساء المرضعات على الالتزام بالنظام الغذائي بطريقة صحية ومتوازنة:
| النشاط | التوقيت المقترح | التفاصيل |
|---|---|---|
| بداية الصيام | 8:00 مساءً | الصيام بعد وجبة العشاء ويفضل أن تكون خفيفة ومتوازنة لضمان الراحة أثناء الليل |
| وجبة الإفطار | 12:00 ظهرًا | الشوفان مع الحليب والتمر أو البيض المسلوق مع خبز القمح الكامل ومشروب خفيف مثل الشاي بالأعشاب |
| الوجبة الخفيفة الأولى | 2:30 ظهرًا | حفنة من المكسرات أو شرائح تفاح مع زبدة الفول السوداني |
| وجبة الغداء | 4:00 مساءً | دجاج مشوي مع الأرز والخضروات المشوية أو سلطة خضراء غنية بالفيتامينات |
| الوجبة الخفيفة الثانية | 6:00 مساءً | كوب من الزبادي مع فواكه طازجة مثل التوت أو قطع صغيرة من الموز |
| وجبة العشاء | 7:30 مساءً | شوربة العدس مع خبز القمح الكامل أو عجة بيض بالخضروات الطازجة |
| شرب السوائل | أثناء فترة الأكل والصيام (الماء والشاي بالأعشاب والقهوة بدون سكر فقط أثناء الصيام) | يجب على المرأة المرضعة شرب السوائل بشكل مستمر خلال فترة الأكل مثل الماء والعصائر الطبيعية مع تجنب المشروبات السكرية، وأثناء فترة الصيام يمكن شرب الماء والشاي بالأعشاب والقهوة بدون سكر |
| فترة الصيام التالية | تبدأ من 8:00 مساءً | متابعة الصيام تدريجيًا للوصول إلى فترة الصيام المطلوبة حسب النظام المختار (مثل نظام 16/8) |
وهذا الجدول يقدم تصور عملي لنظام الصيام المتقطع للمرأة المرضعة مع مراعاة توازن العناصر الغذائية وشرب السوائل لضمان صحة الأم والطفل.
نصائح عامة للنساء المرضعات أثناء الصيام المتقطع
لضمان نجاح أي نظام صيام متقطع للمرضعات دون أية مضاعفات يجب اتباع بعض النصائح الهامة:
- يجب على المرأة المرضعة شرب كميات كافية من السوائل أثناء فترات الأكل لتجنب الجفاف والحفاظ على إنتاج الحليب.
- يجب أن تحتوي وجبات المرأة المرضعة أثناء الصيام المتقطع على جميع العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن.
- تناول الفاكهة والخضروات الطازجة للحصول على الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها المرأة المرضعة للحفاظ على صحتها وصحة طفلها.
- يجب على المرأة المرضعة تجنب الأطعمة الثقيلة والمقلية والمالحة أثناء الصيام المتقطع لأنها تسبب عسر الهضم وتؤثر على إنتاج الحليب.
- تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية للحفاظ على مستوى الطاقة وتجنب الشعور بالجوع الشديد.
كما نرى أن الصيام المتقطع مناسب وفعال للنساء المرضعات إذا تم تطبيقه بشكل صحيح مع الحرص على تنظيم جدول الأكل وتناول وجبات صحية ومتوازنة وشرب كميات كافية من السوائل.
الأطعمة المسموحة في الصيام المتقطع للمرضعات
اختيار الأطعمة المناسبة أثناء تطبيق أي نظام صيام متقطع للمرضعات يعتبر من النقاط المهمة لضمان حصول الأم والطفل على جميع العناصر الغذائية الضرورية، حيث تركز التغذية في الصيام المتقطع للمرضع على حفاظ المرأة المرضع على صحتها وإنتاج حليب غني بالعناصر الغذائية لتغذية طفلها بشكل مثالي، فهيا بنا نستكشف الأطعمة المسموحة في الصيام المتقطع للمرضعات والتي تساعد على تحقيق هذه الأهداف:
1. الخضروات والفواكه
تشكل الخضروات والفاكهة الطازجة أساس التغذية الصحية أثناء الصيام المتقطع للمرأة المرضعة، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تعزز صحة الأم وتساعد على إنتاج حليب غني بالعناصر الغذائية للطفل، وللحصول على أقصى استفادة ننصح بتناول مجموعة متنوعة من الخضروات والفاكهة بألوانها المختلفة مثل:
- الخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ والجرجير
- الفاكهة الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والفراولة
إضافة إلى فوائدها الغذائية تساعد الخضروات والفواكه على الشعور بالشبع وتحسن عملية الهضم ولذلك احرصي على غسلها جيدًا قبل تناولها، ويمكنك تناولها نيئة أو مطبوخة على البخار أو مشوية كما يمكنكِ إضافة الخضروات إلى السلطات أو الشوربات أو العصائر، ولا تنسي تناول الخضروات والفاكهة الموسمية لأنها تكون أكثر غنى بالعناصر الغذائية.
2. البروتينات
تعدّ البروتينات ضرورية لنمو الأنسجة وإصلاحها ولها دور هام في إنتاج الحليب أثناء نظام الصيام المتقطع للمرضعات، ولذلك يجب على المرأة المرضعة الحرص على تناول مصادر بروتين صحية ومتنوعة لتلبية احتياجات جسمها واحتياجات طفلها الرضيع.
ومن أفضل مصادر البروتين للمرضعات:
- اللحوم الخالية من الدهون مثل لحم البقر والضأن
- الدجاج وخاصةً صدر الدجاج بدون جلد
- الأسماك مثل السلمون والتونة والسردين فهي غنية أيضاً بأوميغا 3
- البيض كمصدر ممتاز للبروتين وغيره من العناصر الغذائية
- البقوليات مثل الفول والعدس والحمص والغنية أيضاً بالألياف
- المكسرات مثل اللوز والجوز والكاجو والغنية بالدهون الصحية أيضاً
- منتجات الألبان مثل الحليب والزبادي والجبن
كما ننصح بتناول البروتينات في كل وجبة رئيسية ووجبة خفيفة لضمان تلبية احتياجات الجسم، ويمكن تنويع مصادر البروتين لتجنب الملل وإضافة نكهة للوجبات.
3. الحبوب الكاملة
توفر الحبوب الكاملة الطاقة والألياف والمعادن الأساسية للمرأة المرضعة مما يجعلها خيارًا مثاليًا أثناء ريجيم الصيام المتقطع للمرضعات، وننصح بتناول الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والخبز الأسمر والشوفان والكينوا بدلاً من الحبوب المكررة فهي تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول وتحسن عملية الهضم.
ويمكنكِ إضافة الحبوب الكاملة إلى السلطات أو تناولها كوجبة خفيفة مع الحليب أو الزبادي، كما يمكنكِ استخدام دقيق الحبوب الكاملة في إعداد المعجنات والفطائر المنزلية.
4. الدهون الصحية
تعدّ الدهون الصحية ضرورية لصحة الأم والطفل أثناء نظام رجيم الصيام المتقطع للمرضعات فهي تساعد على امتصاص الفيتامينات وتُدعم نمو دماغ الطفل، ومن أفضل مصادر الدهون الصحية للمرضعات:
- الأفوكادو
- المكسرات
- زيت الزيتون
- زيت جوز الهند
- الأسماك الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون والتونة والسردين
يمكنكِ إضافة الدهون الصحية إلى السلطات أو تناولها كوجبة خفيفة مع الفواكه أو الخضار، كما يمكنكِ استخدام زيت الزيتون أو زيت جوز الهند في الطهي.
المشروبات المسموحة في الصيام المتقطع للمرأة المرضعة
إن الحفاظ على ترطيب الجسم يعتبر مهماً أثناء نظام رجيم الصيام المتقطع للمرضعات لضمان إنتاج كمية كافية من الحليب وللحفاظ على صحة الأم بشكل عام، ولحسن الحظ توجد الكثير من المشروبات بدون سعرات حرارية للصيام المتقطع المفيدة والمسموحة للمرضعات ومنها:
- الماء
- العصائر الطبيعية
- الشاي الأخضر
- الشاي بالأعشاب
كما ننصح بتجنب المشروبات الغازية والعصائر المصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر لأنها تسبب زيادة الوزن وتؤثر على صحة الأم والطفل.
الأطعمة الممنوعة في الصيام المتقطع للمرضعات
بينما يركز الصيام المتقطع للمرضعات على تنظيم أوقات تناول الطعام إلا أن اختيار نوعية الطعام يعتبر مهماً للغاية لضمان صحة الأم وإنتاج حليب ذو جودة عالية ولذلك يجب على المرأة المرضعة التي تتبع الصيام المتقطع أن تدرك أنواع الأطعمة التي يجب عليها تجنبها أو الحدّ منها خلال فترات الأكل، وذلك لأنها تؤثر سلباً على صحتها وصحة طفلها، وفيما يلي أبرز هذه الأطعمة:
1. الأطعمة المصنعة والمعلبة
تحتوي الأطعمة المصنعة والمعلبة على كميات كبيرة من الملح والسكر والمواد الحافظة والمواد المضافة الأخرى التي تضر بصحة الأم والطفل، كما أنها تفتقر إلى القيمة الغذائية وتسبب زيادة الوزن وبعض المشاكل الهضمية، ولذلك ينصح خبراء التغذية بتجنب تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة قدر الإمكان أثناء الصيام المتقطع للمرضع والتركيز على الأطعمة الطازجة والمحضرة في المنزل.
ومن أمثلة الأطعمة المصنعة والمعلبة التي يجب على المرأة المرضع تجنبها أثناء الصيام المتقطع:
- اللحوم المصنعة مثل اللانشون والهوت دوغ والسلامي.
- الأطعمة المعلبة مثل التونة والفاصوليا والذرة.
- الوجبات الجاهزة مثل المعكرونة سريعة التحضير والبيتزا المجمدة.
- المخبوزات المصنعة مثل الكيك والبسكويت والمعجنات.
2. السكريات والحلويات
تؤدي السكريات والحلويات إلى زيادة مستوى السكر في الدم بشكل سريع مما يسبب تقلّبات في مستوى الطاقة وزيادة الوزن وقد يؤثر على مناعة الأم وطفلها، كما أن السكريات تسبب تسوس الأسنان وتؤثر على شهية الطفل لحليب الأم، ولذلك ننصح بتجنب تناول السكريات والحلويات قدر الإمكان أثناء الصيام المتقطع للمرأة المرضعة والتركيز على الحصول على السكريات من مصادرها الطبيعية مثل الفواكه.
ومن أمثلة السكريات والحلويات التي يجب تجنبها:
- السكر الأبيض والسكر البني.
- المشروبات المحلاة مثل العصائر المصنعة والمشروبات الغازية.
- الحلويات مثل الشوكولاتة والكيك والحلوى.
3. المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة
تحتوي المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر والكافيين والمواد المضافة الأخرى التي تضر بصحة الأم والطفل، فهي تسبب زيادة الوزن والجفاف والأرق وقد تؤثر على نمو الطفل، ولذلك ننصح بتجنب تناول هذه المشروبات تمامًا أثناء نظام الصيام المتقطع للمرضعات والتركيز على شرب الماء والعصائر الطبيعية ومشروبات صحية أخرى.
4. الوجبات السريعة
تحتوي الوجبات السريعة على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والأملاح والسعرات الحرارية وتفتقر إلى القيمة الغذائية كما أنها تسبب زيادة الوزن وأمراض القلب والسكري والعديد من المشاكل الصحية الأخرى، ولذلك من الأفضل بتجنب تناول الوجبات السريعة قدر الإمكان أثناء الصيام المتقطع للمرضعات والتركيز على طهي الوجبات الصحية في المنزل.
نصائح إضافية للنساء المرضعات أثناء الصيام المتقطع
إن اتباع الصيام المتقطع للمرضعات عبارة عن رحلة لابد فيها من الوعي والحذر والتخطيط الجيد، فإلى جانب تنظيم مواعيد تناول الطعام واختيار الأطعمة المناسبة هناك بعض النصائح الإضافية التي يجب على المرأة المرضعة مراعاتها لضمان نجاح الصيام المتقطع للمرضع دون التأثير على صحتها أو صحة طفلها أو كمية إنتاج الحليب، ومن هذه النصائح الهامة:
1. مراقبة وزن الطفل وكمية الحليب
وزن الطفل وكمية الحليب هما من أهم المؤشرات التي يجب على المرأة المرضعة مراقبتها بشكل دوري أثناء اتباع الصيام المتقطع للمرأة المرضعة، فإذا لاحظتِ أي نقص في وزن الطفل أو انخفاض في كمية الحليب فقد يكون ذلك علامة على عدم ملاءمة نظام الصيام المتقطع في هذه المرحلة.
ولذلك ننصحكِ بمراقبة وزن الطفل بشكل أسبوعي والتأكد من أنه ينمو بشكل طبيعي كما يجب مراقبة عدد حفاضات الطفل الرطبة للتأكد من أنه يحصل على كمية كافية من الحليب، وإذا كانت لديكِ أي مخاوف بشأن وزن الطفل أو كمية الحليب فلا تترددي في استشارة الطبيب.
2. الحصول على قسط وافر من الراحة والنوم
يحتاج الجسم إلى الراحة والنوم لإعادة شحن طاقته وإصلاح الأنسجة والخلايا والحصول على قسط وافر من الراحة والنوم مهم وضروري للمرأة المرضعة التي تتبع نظام الصيام المتقطع لأن قلة النوم تؤثر على مستوى الطاقة وتزيد من الشعور بالتعب والإرهاق أثناء الصيام.
ولذلك احرصي على النوم لمدة تتراوح من 7 إلى 8 ساعات يومياً وتجنبي السهر لساعات متأخرة كما يمكنكِ أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار إذا شعرتِ بالتعب وحاولي تهيئة بيئة مناسبة للنوم من خلال تعتيم الغرفة وتجنب الضوضاء والأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
3. ممارسة الرياضة الخفيفة
تساعد ممارسة الرياضة الخفيفة على تحسين صحة الجسم والعقل وتساهم في رفع مستوى الطاقة والحفاظ على الوزن المثالي، ولكن يجب على المرأة المرضعة استشارة الطبيب قبل البدء في ممارسة أي نوع من الرياضة أثناء اتباع الصيام المتقطع للتأكد من ملاءمتها لصحتها وعدم تأثيرها على إنتاج الحليب.
وبعد موافقة الطبيب يمكنكِ ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا أو تمارين الأيروبيك (الهوائية) الخفيفة، وتجنبي ممارسة الرياضة الشاقة أو التمارين التي تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً لأنها تسبب التعب والإرهاق وتؤثر على إنتاج الحليب.
4. التوقف عن الصيام في حال ظهور أي أعراض جانبية
يجب على المرأة المرضعة التوقف عن الصيام فوراً في حال ظهور أي أعراض جانبية تشير إلى عدم ملاءمة الصيام المتقطع لصحتها أو صحة طفلها، وتشمل هذه الأعراض:
- الدوخة أو الإغماء خاصةً أثناء الوقوف
- الصداع الشديد أو المستمر
- الغثيان أو القيء
- التعب الشديد أو الإرهاق غير المبرر
- انخفاض كمية الحليب بشكل ملحوظ
- فقدان الوزن بشكل زائد
- أية تغييرات في سلوك الطفل أو وزنه
إذا شعرتِ بأي من هذه الأعراض فتوقفي عن الصيام واستشيري الطبيب فوراً.
الأسئلة الشائعة حول رجيم الصيام المتقطع للمرأة المرضعة
لاشك أن موضوع الصيام المتقطع للمرضعات يولد الكثير من التساؤلات لدى الأمهات اللواتي يفكرن في اتباع هذا النظام الغذائي، ولمساعدتكِ في الحصول على إجابات واضحة وشاملة جمعنا لكِ هنا في هذه الفقرة بعض الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع مع إجابات مفصلة ودقيقة:
هل ينفع الصيام المتقطع مع الرضاعة؟
نعم، يمكن للصيام المتقطع أن يكون مناسباً مع الرضاعة في بعض الحالات ولكن يجب على المرأة المرضعة استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء في الصيام المتقطع مع الرضاعة للتأكد من ملاءمته لصحتها وعدم تأثيره على إنتاج الحليب أو صحة الطفل، كما يجب عليها مراقبة وزن الطفل وكمية الحليب بشكل دوري والتوقف عن الصيام في حال ظهور أي أعراض جانبية.
كم عدد ساعات الصيام المتقطع للمرضع؟
ينصح خبراء التغذية بأن لا تتجاوز مدة الصيام في الصيام المتقطع للمرضع 16 ساعة يومياً، ويمكن تقسيم فترة الصيام إذا لزم الأمر، كما ينصحون بالبدء بفترات صيام قصيرة ثم زيادتها تدريجياً حسب قدرة الأم على التحمل، ويمكنك مثلاً البدء بصيام 12 ساعة ثم زيادتها إلى 14 ساعة ثم 16 ساعة.
هل الصيام يقلل من حليب الأم؟
يمكن للصيام لفترات طويلة أو عدم تناول كميات كافية من الطعام والسوائل أن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب لدى الأم المرضعة ولذلك يجب على المرأة المرضعة التي تتبع الصيام المتقطع الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة وشرب كميات كافية من السوائل أثناء فترات الأكل، كما يجب عليها مراقبة كمية الحليب ووزن الطفل للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي.
كم كيلو ينزل الصيام المتقطع في الشهر؟
يختلف مقدار الوزن الذي يمكن أن تفقده المرأة من خلال الصيام المتقطع من شخص لآخر حسب عدة عوامل مثل الوزن الحالي ومستوى النشاط البدني والالتزام بنظام غذائي صحي، ولكن بشكل عام يمكن أن يساعد الصيام المتقطع للمرآة المرضعة على فقدان ما يقارب من 0.5 كيلوغرام إلى كيلوغرام ونصف أسبوعياً، أي ما يعادل 2 إلى 6 كيلوغرامات شهرياً، ولكن يجب مراعاة أن فقدان الوزن بشكل سريع قد يؤثر على إنتاج الحليب وصحة الأم.
هل تستطيع الأم المرضعة الصيام المتقطع؟
نعم تستطيع الأم المرضعة الصيام المتقطع في بعض الحالات ولكن يجب عليها استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء في الصيام المتقطع للمرضعات للتأكد من ملاءمته لصحتها وعدم تأثيره على إنتاج الحليب أو صحة الطفل، كما يجب عليها مراقبة وزن الطفل وكمية الحليب بشكل دوري والتوقف عن الصيام في حال ظهور أي أعراض جانبية.
كيف انزل وزني وأنا برضع طبيعي؟
يمكن للأم المرضعة إنقاص وزنها أثناء الرضاعة الطبيعية من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، كما يمكن أن يساعد الصيام المتقطع المرأة المرضع على فقدان الوزن بشكل آمن وفعّال إذا تم تطبيقه بشكل صحيح تحت إشراف طبي.
هل الصيام مع الرضاعة ينقص الوزن؟
نعم الصيام مع الرضاعة ينقص الوزن ولكن بشرط إذا تم اتباع نظام الصيام المتقطع بشكل صحيح مع الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة وشرب كميات كافية من السوائل، كما يجب مراقبة وزن الطفل وكمية الحليب للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي.
ماذا يحدث لجسم المرأة أثناء الرضاعة؟
تحدث العديد من التغييرات في جسم المرأة أثناء الرضاعة ومنها:
- زيادة إنتاج هرمون البرولاكتين وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب
- زيادة حرق السعرات الحرارية
- تغييرات وتقلبات في المزاج أثناء الرضاعة بسبب التغييرات الهرمونية
هل القليل من الحليب يفسد الصيام المتقطع؟
نعم شرب الحليب أثناء الصيام المتقطع للمرضعات يعتبر مفسدًا للصيام سواء كان قليلًا أو كثيرًا، فإذا تناولتِ أي طعام أو مشروب يحتوي على سعرات حرارية مثل الحليب فهذا يكسر الصيام بشكل طبيعي، حيث أنه في نظام الصيام المتقطع للمرأة المرضعة يكون الهدف هو الامتناع عن تناول الطعام والشراب الذي يحتوي على سعرات حرارية خلال ساعات الصيام.
فإذا كنتِ تشربين الحليب أثناء فترة الصيام فيجب التوقف عن ذلك إذا كنتِ ترغبين في الحفاظ على فعالية الصيام، كما يمكنك تناول الحليب أو أي مشروبات أخرى تحتوي على سعرات حرارية أثناء فترة الأكل فقط.
ختاماً: الصيام المتقطع للمرضعات يعتبر آمناً وفعّالاً في كثير من الأحيان ولكنه يتطلب التخطيط الجيد والتواصل مع الطبيب، ولكن لابد أن تتذكري أهمية تناول الأطعمة الصحية وشرب السوائل بوفرة لضمان صحتكِ وصحة طفلكِ، ونأمل أن يكون هذا المقال قد أفادكِ، فلا تترددي في مشاركة تجربتكِ أو أسئلتكِ حول الصيام المتقطع في التعليقات، وأيضاً مشاركة المقال مع الأمهات الأخريات ليستفيد الجميع.
